صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/101

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
معاوية بن أبي سفيان

ونعلم من كلام هند هنا أنها أمرأة قوية الأنوثة يرضيها أن تكون زوجة لرجل جدير بالمهابة والطاعة، ولا يرضيها أن يكون زوجها لعبة في يديها مطواعا لأمرها. ولم يرد في أخبار هند خبر غير هذا إلا كان فيه إبانة عن جانب من جوانب هذه الأنوثة القوية، ربما بلغ في بعض أحوالها مبلغ الوحشية، ولكنه على هذا يظل وحشية أنثوية تشاهد من ضراوة الإنسان، كما تشاهد من ضراوة الحيوان. كانت تلقب بآكلة الأكباد؛ لأنها أكلت كبد حمزة عم النبي - عليه السلام أن قتل رجالها في وقعة بدر، وحزن المرأة على رجالها شديد يشتد معا اشتداد أنوثتها، فإذا كانت في هذه المثلة وحشية أنثوية، تشتفي بها المرأة إذا جمح بها حزنها وأذهلها عن صوابها، وليست مما يشتفي به أقوياء الرجال - بعل .. ولم تنس هند حزنها على رجالها في حضرة النبي عليه السلام؛ إذ جاءته مع غيرها من النساء يأخذ عليهن عهد البيعة. قال صلوات الله عليه: تبايعنني على ألا تشركن بالله شيئا، ولا تسرقن ... إلى أن قال : ولا تزنين. قالت: يا رسول الله ... هل تزني الحرة؟ ثم قال: ولا تقتلن أولادكن. فقالت: أما الأولاد فقد ربيناهم صغارا وقتلتهم يوم بدر كبارا، ، فأنت أعلم. وإن سؤالها: «هل تزني الحرة؟» من تلك الأخبار التي قلنا: إنها تدل باللمحة العارضة، ويغني القليل منها عن الكثير . إنه سؤال يدل على الأنفة من الزنى؛ لأنها كرامة جاه، ولأن الزنى خلة من خلال الإماء والسبايا، لا تعهد في الحرائر الكريمات، فالأنفة من الضعة هنا أكبر من الإعراض عن الرذيلة، وقصتها مع زوجها - إهانتها بتهمة الزنی - لا تقبل عندها الغفران ولا تقنعها البراءة منها، وإن شهد بھا من تقبل شهادته في الجاهلية، ولا يطلبون على البراءة حجة أقوى عندهم من تلك الشهادة. أخرج الخرائطي في الهواتف عن حميد بن وهب قال:

ممثلة: بالضم: التنكيل
100