صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/38

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

أن نتنسمه من أَخباره في سياق كلامه عن حوادث هذه المخطوطة. فاننا لو أحصينا مثلا، جميع ما ذكره في « جيم» من الاخبار، وجدنا أن ثلثيه أو أكثر، عن لبنان. والثلث الآخر عن باقي الأقطار الشامية وبر الأناضول. ولو أَعدنا النظر فيما اثبته عن لبنان، وجدنا نحو ثلثيه عن دير القمر وبيت الدين، والثلث الآخر فقط عن سائر المقاطعات اللبنانية. ولو أنعمنا النظر في حوادث الدير وبيت الدين، لأَلفيناها أَدق من غيرها واكثر تعييناً وضبطاً. نراه مثلا يؤرخ وفاة امرأَة حنا الحصباني في دير القمر، وحضور المعلم بطرس كرامه من بيت الدين الى بيته في الدير، وظهور الطاعون في البلدة نفسها، ويترك من أَخبار سائر المقاطعات اللبنانية، ما هو أَهم منها بدرجات. ونراه يقول « دخل ابراهيم باشا الى بتدين في ٢٩ أَيلول بعد الظهر، وحلت عساكره الظافرة في غربي سحرا الدير، عند البيادر، وانه كان لديه خمس الايات ومدفعان وعشرون جمل جباخانه»، ويكتفي في كلامه عن بعض حوادث كسروان، بقوله: « شاع خبر» انه صار حرب في كسروان بين عثمان باشا في عين الشقيف واهل كسروان»

ثم نراه يشير الى المعلم بطرس كرامه بقوله، حسب عادة أَهل الدير، « المعلم»، وإلى رئيس كنيسة التلة في الدير بلفظة « الريس» فقط، ويذكر غيرهما، من أَعيان سائر مقاطعات لبنان، بكامل أَسمائهم. أَفلا يصح لنا، بعد هذا كله، أَن نقول ان المؤلف ان لم يكن لبنانياً ديرانياً،

فقد كان من المقيمين في الدير في أَثناء وقوع الحوادث المروية في المخطوطة؟

- ٢٨ -