هو الذي كتب « ألفاً» من قبل، بل نراه يكرر أخبار « ألف» ويقف عند ذكر فتح دمشق. وهكذا يفعل كاتب « جيم» فانه يبتدئ من حصار عكة أيضاً، ويكرر أخبار بعلبك والزراعة وزحلة … الخ، وينتقل بعد تكرار هذه الى ذكر الحوادث التي لم تذكر في « ألف» و« باء» والتي حدثت بعد موقعة قونية. ولدى التدقيق في تواريخ الحوادث، وجدنا اختلافاً بين روايات « ألف» و« باء» و« جيم». فان واضع « الف» لا يستعمل إلا التاريخ الهجري. وأما واضع « باء» فانه يتشبث بالتاريخ المسيحي. ثم ان واضع « أَلف» يؤرخ خبر توجه عبد الله باشا الى مصر في ٢٠ ذي الحجة سنة ١٢٤٧. وأما « جيم» فانه يؤرخ الخبر نفسه في ٢٩ ذي الحجة من السنة نفسها. وبينما واضع « الف» يؤرخ معركة حمص في ٩ صفر سنة ١٢٤٨، فان واضع « جيم» يذكرها مع حوادث ربيع الأَول من السنة نفسها. وفي الهامش، على خلاف عادته، يقول ان ابراهيم باشا دخل حمص في ٨ تموز نهار الاحد. كذلك نرى واضع « ألف» يقول ان الامراء الشهابيين ملحماً وبشيراً وقاسماً، توجهوا الى إمارتهم، في ٢٥ جمادى الأولى من سنة ١٢٤٨، بين ان واضع « جيم» يجعلنا نظن ان توجههم هذا، كان بين الثاني والثامن من الشهر نفسه. أَفلا يصح لنا بعد هذا الاختلاف، أن نقول أن مخطوطتنا، انما هي مجموعة لتواريخ، لا تاريخ واحد؟
أما مؤلف القسم الاكبر من هذه المخطوطة، « جيم»، فانه مجهول
عندنا، لا نعرف اسمه، ولا مهنته، ولا نعلم عنه شيئاً، سوى ما يمكنا