صفحة:مشهد الأحوال.pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٧٣

فها جنيتِ على كل الأنام بما
جنيت من ذلك الوسنان في السحر
بالله يا ريح إن مكنتِ ثانيةً
من صدغهِ فأقيمي فيهِ واستتري
ومن ذلك القبيل
إذا خطرت نسيمٌ من سعادِ
أثارت كل شوقٍ في فوادي
وإن لمعت بروقٌ من حماها
همى من أعيني صوبُ العهادِ
نجومَ الليل هل تدرين أني
نظيركِ لم أذُق طعم الرقادِ
فقصي يا نجوم عليَّ مما
علمتِ من المواقع والجهادِ
فليس سواكِ لي أبدًا سميرٌ
يعزيني ويعلم ما مرادي
ويروي لي حديث ذوي التصابي
ويسعفني على حمل السهادِ
ويا ورقاءُ وفق الأيك ناحت
أمن هجرٍ نواحكِ أم بعادِ
أراكِ ترددين عليَّ لحنًا
يذيبُ سماعهُ قلب الجمادِ
فقد هيَّجتِ مهجة كل صب
وقد رنَّحتِ معطف كل شادِ
ويا قُضُبَ الأراك أراكِ سكرى
لعلكِ شمتِ ثغر سعاد بادي
فميلي يا غصون عليَّ ميلي
نعم بكِ للهوى لعبت أيادي
ويا زهر الربى من أين اتٍ
عبيرُكِ هل شممتِ شذا سعادِ
فعدت بأعينٍ سهرى وجسمٍٍ
نحيلٍ واهتزازٍ وارتعادِ
ويا ماءَ الغدير أراك مثلي
تئنُّ ولست مفئود الفؤاد
فأنت على فراش الوصل تجري
طوال الدهر من دون ابتعادِ
رويدك يا غرامُ فكلُّ خلق
غدا بيديك مطروح القيادِ
فكم يا فاسدًا لك من صلاحٍ
وكم يا صالحًا لك من فسادِ