صفحة:مرآة الحسناء.pdf/9

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥
قافية الالف

كلما لاح كوكبُ الصبح في الافق
زرتهٌ بالغرَّة الغرَّاءِ
سبَتِ العقلَ اذ رنَتْ وتثنَّتْ
كحسامٍ وصَعدةٍ سمراء
جذبتني باعينٍ تحملُ السحرَ
كحمل الزجاجِ للكهرباءِ
قد دعَتْ عند فترة الجفن رسلاً
للهوى من جبينها ذي الجلاءِ
في سماءِ الجَمالِ كالشمس لاحت
واليها العيون كالحرباءِ
لستُ اشكو لقدُّها من عذابي
كيف اشكو لصعدةٍ صمَّاءِ
كوكبُ الظرفِ حلَّ ميزان
نهدَيها فكان التأْثيرُ بالحوباءِ
كم بذهني قد لاح تمثالها الحاوي
كمالاً مجرَّدًا عن سواء
انَّ قلبي برشف ريقتها طابَ
ومن لا يطيبُ بالصهباء
لستُ الوي عن حبها طول عمري
لا ولو أنها لوَت عن ولائي
وإذا ما قابلتها بوفائي
أدبَرَت بالجفاءِ والبغضاءِ
ثمرُ الدَلِّ كالحياءِ صدودٌ
ويحق الدلالُ للحَسْناءِ
اقبلت بعد بُعدها فادارتْ
لي كؤُوسَ اللقايدُ البرحاءِ
سترَتْ فجر فرقهـا بالثريَّا
خجلةً مذ دنَتْ عقيبَ التنائي
فوق طور الاشواق بتُّ أُناجي
مهجتي عن ظهور نور اللقاءِ
انَّ سكري بطرفها لا بكاسٍ
قام يسعى بها غزال الفلاءِ
اهيفٌ رقَّتِ الشمائل منهُ
فغدت كالشُّمُول للندماءِ
لاح نور الجمال من وجههِ الباهي
ففاق الاقمارَ في الظَلماءِ