صفحة:مرآة الحسناء.pdf/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤
قافية الالف

قد شيَّدتْ اركانَهُ دولُ الشباب
وزخرفتـــهُ السنُ الشعراءِ
بيتُ الهوى فيهِ تظلُّ نوافثاً
بالطائفين سواحرُ الدنياءِ
ما هذه الدنيا سوى مجموعةٍ
ياهو عليهــا معشرُ الادباءِ
كلٌّ يراها غادةً ترعى الوفا
والكلُّ منها في قِلًى وجفاءِ
نِقَمٌ هيَ الدنيا لدى اهل النهى
لكنَّها نِعَمٌ لدى الجُهَلاءِ
ما فاز بالنٌَعمى سوى مَنْ عندهُ
سِيَّانِ كلُّ اسًّى وكلُّ هناءِ
ولقد خبرتُ الطيّبات فكلُّها
رسُلُ الردى وطلائعُ الاسواءِ
حتى انفردتُ عن الورى فأَمنتهم
انَّ التفرُّدَ آمنُ العُشَراءِ
مالي وللناس الذين أَوَدُّهُمُ
اعداهمُ ما لي وللاعداءِ
وقال
غازَلتني باعينٍ كالظُباءِ
ذاتُ دَلٍّ تُبدي نفار الظِباءَ
غادةٌ لو رأَت محاسنها البدرُ
أستحى من طلوعهِ في السماءِ
افتديها من ظبيةٍ ترتعي
بينَ ضلوعي رُعْبُوْبةٍ نهداءِ
وجهها معدِنُ الجمال وفيهِ
عنصرُ اللطف قد نما والحياءِ
ذاتُ جيدٍ كالرّيمِ أَلبَسَهُ الحسنُ
عقوداً من السنى والبهاءِ
ينثنی تحت ثوبها غصنُ بانٍ
غرَسَتْهُ الاشواقُ في احشاءِي
وعلى الخدّ خالها قام يحكى
عنبراً في حديقةٍ غنَّاءِ
في هوى عينها جُننتُ فان قالوا
بمَ جُنَّ فلت بالسوداءِ