صفحة:مرآة الحسناء.pdf/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٠
قافية الباء

إن جيشَ الهوى اذا حلَّ قلباً
رَحلَ الصبرُ رحلةَ المغلوبِ
ياغزالاً سلبتَ روحي دلالاً
فانعطف بالهوى على المسلوبِ
ودع الصدَّ والنفار أيا ريماً
رماني بسهمٍ لحظٍ مصيبِ
فتح الوردُ في خدودك لما
أوردتهُ عيني فكان نصيبي
مر أخا الوجدِ بالذي أنت ترضى
فتراهُ يعنو بطوعٍ عجيبِ
وإذا ما النفوس مازجها الحبُّ
أتت بالخضوع للمحبوبِ
تِهْ دلالاً ما شئتَ اني قبولٌ
يحسنُ التيهُ من غزالٍ ربيب
ليسَ يحوي العشرين عمري ولكن
قد كساني الهوى ثياب المشيبِ
فأنا في الشهباءِ صرتُ شهاباً
ما لهُ عن أفلاكها من غروبِ
حلبٌ جادها الحيا زينة الدنيا
وأم البلاد ملجأ الغريب
طابَ عيش الأنام فيها فلم يوجدْ
بها من كوارثٍ وخطوبي
قم بنا بكرةً لروضتها الغناءِ
نجلي صدى الأسى والكروبِ
روضةٌ رنحَّت نسيم الصبا أغ
صانها فانثنت كقدِّ الحبيبِ
خطب العندليب في منبرالدوحِ
فأضحى للسمعِ خيرَ خطيبِ
نهرُها والغصونُ والطير ما
بين غضوبٍ وراقصِ وطروب
وقال لحادثة جرت في أنطاكية
الكفَّارة
قفْ فوقُ سمعان حيث العجب والعجبُ
وانظر إلى مشهدٍ يجري به الرهبُ
ولا تدع نظرات الطرف شاردةً
بين الرسوم فقد يلهو بها الحرب