صفحة:مرآة الحسناء.pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٩
قافية الباء

وإذا استنطقوكِ قولي لهم من
روضةِ الوردِ والخزام هبوبي
يانسيم الصباءِ بالله هل عا
ينتِ آساً يقومُ حولَ لهيبِ
ياحبيبَ الفواد بالله مهلاً
كم وكم أنت قاصدٌ تعذيبي
بهواكَ اعفُ ان يكن لي ذنبٌ
ليس عفوٌ لولا وجودُ الذنوبِ
يا لكَ الله كم فتكتَ بقلبٍ
عن هوى الحسن ليس بالمقلوبِ
أيها القلبُ كن صبوراً على البل
وى ولا تسأَمنَّ جورِ الحبيبِ
وإذا الصبرُ كان للذوق مرّاً
فهو يحلو بالضيق عند اللبيبِ
ياحياتي حُجبت عني وإني
أعهدُ البدرَ ليس بالمحجوبِ
أنتَ في منجتي سكنتَ لك اللُهُ
فيا مهجتي احذري أن تذوبي
لستُ أرضى سواكَ يوماً حبيباً
لي ولا أنثني إلى مطلوبي
قال لي العاذلونَ كن سالياً فه
و صوابٌ فلم أكن بالمجيبِ
وإذا ما الجهولُ قالَ كلاماً
ظنَّ أقوالهُ كلام مصببِ
كيف أسلو هواكَ أستغفر اللهَ
ومرآءَكَ راحةٌ للقلوبِ
أنت روحي وراحتي وعنائي
أنت أمرضتني وأنت طبيبي
خدُّك الروضُ لي ونحرك صبحي
وكذا خمرة اللمى مشروبي
كلُّ من لم يسكر بصرف الهوى فه
و من الدنيا ما لهُ من نصيبِ
بالنوى ياعشَّاق كم بتُّ شوقاً
راصدَ الأوج والصبا في هبوبِ
اح نومي وظلَّ سهدي وما قلَّ
من الصبرِ زائدٌ بنحيبي