صفحة:مرآة الحسناء.pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٢
قافية الباء

لولا اختلافُ نواميس الشريعة ما
بين الورى لم يقم ما بينهم شغبُ
يا طالما عضدت أيدي الجهالةِ من
يهوى الخرابَ وكم فوق الثرى خربُ
ذو الجهلِ يألفُ ذا جهل ويأنفُ ذا
عقلٍ كذا لم يطقْ لمع السنى كلبُ
وكل وحشر عن الانسان يهرب من
خوفٍ وذو الانس لايلوي بهِ الهربُ
فكيف عني صار الانسُ منهزماً
مذ غاب عني من أمثالهُ الشهبُ
نعم أنا لا أرى أنساً ولا طرباً
الا بهِ فهو عندي الأنس والطربُ
بالله قلْ لي أيا نجلَ الكرام متى
يدور قربك قل لي أيها القطبُ
وارحم أخاً كاد هذا البين يقتلهُ
حتى مَ عن مقلِ الأصحاب تغتربُ
وقال
أبدت لنا الطلعة الغرا من الحجبِ
فلم تدع قلبَ صبٍ غير ملتهبِ
هيفاءُ تزري غصون البانِ قامتها
وظبيةٌ أن رأتها الأسدُ تضطرب
ضربٌ من الزنبق العطريّ نفحتها
وريقها بفمي أحلى من الضَّرَبِ
رامت مماتي بسيفٍ من محاجرها
والموتُ لي بالهوى أن ترضهُ يطبِ
أزوت غصونَ اصطباري نار وجنتها
لكن بها قد نما غرس الهوى وربي
ياطالما عذبتني بالهوى ظلماً
وكم صبرتُ على تعذيبها العذبِ
بالله يالحظها الزنجيّ كم أُسِرَت
بك القلوبُ بلا بيضٍ ولا يلبِ
اأستودعُ الله روحاً بالهوى قتلت
بعد العذابِ بلا ذنبٍ ولا سببِ
لاتحسبوا أَنَّ لي بالحبِ مصطبراً
ياعاشقونَ فليس الصبرُ من أربِ
بوقُ الهوى مذ دعا قلبي أجاب ومذ
دعاهُ بوقُ جميل الصبر لم يجبِ