صفحة:مرآة الحسناء.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٤
قافية الباء

يقولون دع ذا الحبَّ فهو مصيبةٌ
فقلتُ لهم اني قبولُ مصائبي
اذا ما خسرت العقلَ في الحبّ والقوى
ففي مدح شهم القومِ خيرُ المكاسبِ
هوالفاضلُ المفضالُ ذو الشرف الذي
علا ذروة المجد الرفيعِ الجوانبِ
همامٌ يرى ما آلَ يوماً لخيرهِ
سدىً ولخير الغير اوجب واجبِ
اخو همَّةٍ حرَّاءَ تحسدُها الظُّبَى
اذا ما اجاشَ الدهرُ جيشَ نوائبِ
وذو الهمَّةِ القعساءِ للدهر محنةٌ
وللناس احسانٌ ومنحةُ واهبِ
فهيمٌ فريدُ العقل على المناقبِ
كريمٌ حميد الفعل عالي المراتبِ
جميعُ امور المشكلات مصيرُها
لديهِ فمن آتٍ اليهِ وذاهبِ
فما جاءَهُ خصمان الا واصبحا
شكورينِ منهُ باتفاقِ مناسبِ
لقد شاع ما بين الانام بجودهِ
فقام لهُ الشكرانُ من كل خاطبِ
وجودُ الفتى يُبقي لهُ الذكرَ خالداً
دليلُ جمال العقل حسنِ المناقبِ
يروحُ بعقلٍ ينطحُ الشهبَ ثاقبٍ
ويغدو بفكرٍ بخطفُ البرقَ صائبِ
لهُ عن طلابِ الفخر نفسٌ رغيبةٌ
ولكنَّ عنهُ الفخرَ ليس براغبِ
تلوحُ بروقُ البشر من وجههِ ومن
يديهِ يفيضُ البزل فيضَ سحائبِ
ومن خيمهِ ان يرغبَ الخيرَ للورى
ومن دأبهِ الا يرى كبحَ طالبِ
تفرَّد في حسن التصرُّف شخصهُ
ففاق مقاماً فوق كل الاصاحبِ
فاين المباري فهو يُعقَبُ خجلةً
واحمقُ من لم يفتكر بالعواقبِ
لكلَّ امرءٍ فعلٌ على قدْر عزمهِ
ومن اين للاوعال وخدُ النجائبِ
وهل لجبانٍ ان يكرَّ مغازياً
كرور شجاعٍ في صفوف الكتائبِ
اذا لم يكن فعلُ الفتى سيمةً لهُ
فما هو الاَّ مثلُ ضحكة ناحبِ
أَلا يا اولي الافضال اني بمدحكم
اذا قلتُ شعراً اصبحَ الدهرُ صاحبي