صفحة:مرآة الحسناء.pdf/16

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢
قافية الالف

وكنتُ أظنُّ أنَّ صفا هواها
سيثبتُ كالنقوش على الصفاءِ
اذا هو خطُّ برقٍ به جهامٍ
يلوحُ واحرفٌ في لوح ماءِ
فهل يُرجى رسوخُ هوى الغواني
وهنَّ عليهِ اطيشُ من هواءِ
ومن عشقَ الغواني في صِباهَ
درى كيف السَّمُومُ من الصَّباءِ
يبادلنَ المحبَّ ندى النصابي
مبادلةَ الوهاد صدى النداءِ
ويخطرنَ الدنوَّ ولا دنوٌّ
نظيرَ الآل يقرب وهو ناءِ
قفا بي صاحبيَّ على طلولٍ
ذرتها في الفضا ريحُ القضاءِ
طلول سعادَ من ابلت عهودي
فاصبحَ ربعُها عِبرَ البلاءِ
رسومٌ فاندباها وابكياها
هناك مع الغوادي والسماءِ
فوا اسف الزمان على ديارٍ
عفت بعدي وصارت كالهباءِ
واضحت بعد ما كانت فناءً
لسكَّان الهنا سكَنَ الفناءِ
وكان بها غزال الانس يرعى
فضاع وعاضَهُ وحشُ الفلاءِ
فيا راثي الديارِ ديارِ سعدى
دع الذكرى و بالِغْ بالرثاءِ
ولا تعتبْ جزاءَ الدهر لكنْ
سعادَ فذنبها داعي الجزاءِ
ولا تعجبْ اذا اغربتُ عنها
بل اعجبْ ان بقيتُ على البقاءِ
انا ارعى الولا في كل شوطٍ
لذاك سلوتُ خائنةَ الولاءِ
سلوثٌ ولستُ ارجع طول عمري
اليها لا ومن يدري خفائي
ولو بكت المدى ندماً وندباً
فطبعُ الخائنات على البكاءِ