صفحة:مرآة الحسناء.pdf/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١١
قافية الالف

لا عاد يظهر غيرُ وجهٍ جامدٍ
تعلو عليهِ بشرةٌ صفراءُ
كن يا اخا الاحزان منفرداً ولا
تضجر فافكارُ الفتى نُدَماءُ
ودع المعزّي ان يعزّي نفسهُ
فالناسُ في حكم المصاب سواءُ
لا تأمن الانسان فهو مكيدةٌ
كالفخِّ والاصحابُ هم اعداءُ
ومن العجائب ان ترى لك صاحباً
يرعى ذمامك ان دهاك بلاءُ
هيهاتِ ماكلٌّ شبيهاً للذي
فارقتهُ فلذاك حُقَّ رثاءُ
ذاك الوديعُ اخو اللطافة ذو الوفا
من لا تزعزع ودَّهُ البأْساءُ
فليندبنَّ النادباتُ عليهِ ما
ناحت على اغصانها الورقاءُ
وليذرف الصخر الاصمُّ مدامعاً
ان كان يدفُقُ من حشاهُ الماءُ
دعني اطلُّ على ثراهُ عبرتي
ولتنزفنَّ مع الدموع دماءُ
ان كان مَيْاُكَ ذا اخاًلك فهو لي
خلٌّ وفيٌّ والبكاءُ وفاءُ
كلٌّ سيُدرَس تحت اقدام الفنا
ويغيبُ عنهُ رونقٌ وبهاءُ
فالصبرُ في هذي الخطوب يَلَذُّاذ
لولا التصبُّر تزهِقِ الحوباءُ
ولربَّما كان التصبُّر للفتى
درعاً بهِ تُستقبلُ البلواءُ
كم تزحمُ الابدانَ امراضٌ وكم
صبرُ العلاج بهِ يقوم شفاءُ
ومن التراب الطبُّ يهدينا الدوا
وإلى التراب تعيدنا الأدواءُ
وقال في جزاء الدهر
اضجَّت الجفا بعدَ الوفاءِ
وعجبت للنوى بعد اللقاءِ
وراغت بالسوى وجداً وجداً
وزاغت فيهِ عن سبل الولاءِ