صفحة:مرآة الحسناء.pdf/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦
قافية الالف

وعلى خدِّه المنير قد امتدَّ
عذارٌ كالفيءِ في الاضواء
ان يرنّحْ اعطافَهُ التيهُ أزرى
بقضيبٍ تثنيهِ ريحُ الصباءِ
نافرٌ آنسٌ عبوسٌ بشوشٌ
ظالمٌ عادلٌ عجيبُ المضاءِ
لنبال الاحداق منهُ فؤَادي
هدفٌ ما عداه من اخطاءِ
هو دائي ومحنتي وعنائي
وهنائي ومنحتي ودوائي
بهواهُ قد جئتُ في غزَلٍ ذي
رقَّةٍ بين حكمةٍ وثناءِ
انما الشعرُ للنفوس رياضٌ
غرستها قرائحُ الادباءِ
ثمرُ العلم والحجى الشعرُ لكنْ
قطفُهُ لا يُباح للاغبيـاءِ
كلُّ مَنْ يسئَمُ العلوم ويهوى
كثرة المال ذا من الحمقاءِ
ذكرُ اهل العلوم خُلِّدَ في الدنيا
وقد باد ذكرُ اهل الثراءِ
رُبَّ ذُلٍ لراحةٍ ذات ملء
وفخارٍ لراحةٍ صفراءِ
ولقد يحملُ الصغارُ قوًى لم
يستطعها اكابرُ الكبراءِ
اكبرُ المرئيَّات يُرسَمُ في اعيننا
وهي اصغرُ الاعضــاءِ
انَّ فخرَ الفتى بثوب النهى لا
بثيابٍ صُنِعْنَ في صنعـاءِ
من يكن عارياً عن العقل لم يربحْ
فخاراً اذا اكتسى بفراءِ
كم فقيرٍ امسى غنياَ وكم من
ذي غنًى عاد افقرَ الفقراءِ
اليس حالٌ تدومُ ثابتةَ ما
دامَ سيرُ الافلاك للانتهاءِ
كان للشمس دارةُ الحملِ الاشرفِ
واليومَ دارةُ الجوزاء