صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/62

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الجماجم، وان جماجمنا هي أساس استقلال بلادنا. ثم أعدم الشيخ أحمد طبارة ومحمد الشنقيطي. وعندما جاء دور توفيق البساط التفت نحو المشنوقين وكان عددهم أحد عشر شابا، ثم صاح بصوت جهوري، وعلى محياه ابتسامة مرة : ألا مرحبا بارجوحة الابطال، مرحبا بارجوحة الشرف، مرحبا بالأعمدة التي يستند اليها استقلال الأمم، مرحبا بالموت في سبيل الوطن، ثم رفس كرسي المشنقة برجله وفاضت روحه الطاهرة إلى باريها. و كانت خاتمة المأساة شنق سليم الجزائري وأمين لطفي.

أما الذين سيقوا من عاليه إلى دمشق فهم شفيق المؤيد وعبد الوهاب الانكليزي وشكري العسلي و عبد الحميد الزهراوي والأمير عمر الجزائري ورفيق رزق سلوم. وقد أعدموا جميعاً في ساحة الشهداء صباح ٦ مایو أي في اليوم الذي اعدم فيه اخوانهم في بيروت.

وأبت علي السلطة العسكرية إطالة الاقامة في دمشق، فأمرتني بالسفر الى بئر السبع لأكون بعيداً عن سوريا، وبعد أن لبثت في بئر السبع مدة قصيرة قابلت الرئيس في فوج سكة حديد الحجاز السيد مغربية، فكلفني بأن أنتقل الى طبابة الفوج المذكور على أن يكفل لي جميع أسباب الراحة. وسرعان ما قبلت. ولما كان رئيس الأطباء في بئر السبع ألمانياً ولا علم له بخطط جمال باشا فقد وافق على نقلي، وهكذا أصبح مركزي في وادي الصرار إذ كان العمل قائما لتمديد السكة الحديدية حتى القنال تحت رئاسة المهندس الألماني الكبير مایسن باشا. وقد كان بين المهندسين الذين يعملون هناك المهندس المصري أحمد عبود، فتوثقت ما بيننا عرى الصداقة، وفي خلال وجودي

–٥٦–