صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

فقد مر بعاليه مع هيئة أركان الحرب، وزارني خلسة، وهذه الزيارة الوحيدة من نوعها إذ لم يسأل عني أحد منذ اعتقلت، لأن أخي زكي الذي كان قائمقاماً في السويداء قد اقصي الى الاناضول مع جميع العائلة، ولان والدي انتقل الى دار البقاء. ولقد علمت من أخي تحسين أن «شوبان أو غلو زكي، أحد الضباط المتنفذين في هيئة أركان حرب جمال باشا، ومن الذين كانوا يترددون علي فيما مضى بصورة مستمرة سيوصي بي خير أعضاء دیوان حرب عاليه. وهكذا تمت جميع اجراءات ديوان الحرب من غير أن أدعى للتحقيق. وحدث انني اجتمعت بكمال بك مستنطق ديوان الحرب، وذلك قبل يومين من الافراج عني، فكان ما قال لي :

« إننا نحكم بالشنق على كل من يؤتي به إلى هنا كي لا يبقى في بلاد العرب من يفكر بالانتقاض على الدولة العثمانية. أما أنت فقد غدوت صديقنا، وأعتقد أنك من الذين سيفرج عنهم إذ لا خطر منك، فاذا ما دعيت للسؤال، فعليك أن تتظاهر بالبساطة واستنكار كل ما يعزی اليك ». وعلى هذا الأساس جرى استنطاقي صورياً بتاریخ ۱۹۱٦/۳/١٤ و بعد يومين لا أكثر بلغت قرار منع المحاكمة فغادرت عاليه إلى دمشق عقب الإفراج عمن لم يحكموا بالاعدام، ورحت أسعى جهدي لإنقاذ من أستطيع من سيحكم عليهم بالاعدام. وأول من قصدت كان واصل المؤيد حيث طلبت اليه العمل على انقاذ شقيق المؤيد الذي أبعدت أسرته الى الاناضول كما أبعد من سورية عدد كبير من الأسر النافذة الكلمة لاضعاف في الحركة الوطنية.

وعلى أثر الإفراج عني حضر شكري بك رئيس ديوان حرب عاليه

–٥٤–