صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/54

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الموقوفين في عاليه، وابقاء امارة مكة كما هي، اذ أن الوثائق التي عثر عليها مع وهيب باشا تجعل مستقبلها في خطر، فاذا اتبعت الحكومة العلية هذه الخطة الرشيدة، فجميع العرب بدو وحضرة لا يتأخرون عن حشد قوام للدفاع عن الوطن. وقد تعهد الحسين في هذه البرقية بأن يكون أولاده قادة للقوى العربية في ميادين العراق وفلسين، الا أن أنور باشا لم يوافق على هذه المطالب، وأسرع فأبلغ الشريف بأن لا بد أن ينال الموقوفون في عاليه عقابهم.

وعلى الاثر غادر فيصل دمشق إلى الحجاز في كانون الأول ۱۹۱٥ ليرفع إلى والده نتائج مساعيه في الاستانة وما وقف عليه في دمشق، وفي كانون الثاني ١٩١٦عاد إلى دمشق على رأس كوكبة يبلغ عددها الخمسين من المتطوعين حلوا بالقابون في دار عطا باشا البكري، وهذه الكوكبة مقدمة أفرقة متطوعي الحجاز إلى حملة القنال.

وفي شباط ۱۹۱۲ رافق فيصل جمال باشا وأنور باشا إلى المدينة المنورة لتفتيش قوى الجيش المرابطة فيها وقوى المتطوعين، ثم عاد معهما الى دمشق. وقد كلفه بعض الاشراف القبض على أنور وجمال وهما في معسكر المتطوعين الا أن فيصل أبى ذلك وقال انهما في ضيافتنا، وعاد معهما إلى دمشق. و بعد برهة قصيرة طلب منه جمال باشا أن يكتب لأخيه كي يضع حدا لاعتداءاته على سلطة محافظ المدينة المنورة و ليدعوه للقدوم إلى دمشق للسفر على رأس حملة متطوعي الحجاز الى القنال، و بذلك يكون الأخان رهينتين في يد جمال باشا.

ولما لم يعد في الامكان القيام بثورة منتجة في دمشق بعد أن شتت جمال القوى العسكرية العربية التي كانت معسكرة فيها، فقد أصبح هم

–٤٨–