صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/47

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الأمير عارف التهاني وعبد الغني المريسي، كما أن صدور الأمر بإرسال توفيق البساط وابراهيم هاشم من ضباط الاحتياط مع زملائهم العرب إلى جهة الدردنيل يعني خسارتها لنشاطهم، فقر القرار على تكليفهم بأن يتواروا عن الابصار ثم يواصلوا سفره إلى الحجاز، وقد اتصلت لهذه الغاية بواسطة سلم بن يوسف عبيد من قرية جرمانا وهو احد أقارب الدكتور عبد العزيز كنفاني والمعروف جيدا من قبل نسیب بك البكري بالمغوش شیخ خلخلة، واتفقنا على أن يؤاويهم بالقرية المذكورة بادىء بدء، وكأن أخي ذكي اذ ذاك قائمقام السويداء ، الأمر الذي سهل مهمتي هذه ، فغادروا دمشق إلى خلخلة في ۱۹۱٥/۷/۲۳ وكنت على اتصال دائم بهم أكفل لهم جميع حاجاتهم، وكان ختمي عند عبد الغني العريسي يوقع به بعض أوراق الجمعية عوضا عن ختم الجمعية بصفته سكرتير هيئة الادارة، وذلك زيادة في الاحتياط، فيها عن اعادته إلي قبل سفره حيث تركه في بذلته عند تغيير ملابسه بالملابس البدوية، فوقع بيد الشرطة وأرسل لديوان حرب عاليه مع ماوجد من المستندات عند عبد الغني المريسي، فكان علي أن أسافر لتدارك الأمر. ولما كنت طبيبًا للدرك برتبة رئيس لم يصعب علي ذلك، وقد تمكنت بواسطة أحد أصدقائي الضباط من استرداده و بذلك أمنت شر هذا الخطر الذي كان يترصدني.

وجاءني بعد حين عمر حمد أحد اخواننا في الجمعية من بيروت ينوي الهرب تخلصًا من ملاحقة السلطات له بسبب انتسابه الجمعية اللامركزية. فسهلت له سبيل الوصول إلى اخواننا في خلخلة . وبعد أن مكث الجميع فيها مدة دبروا أمر سفرهم للحجاز للعمل مع الحسين بن علي. ولما

–٤١–