صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

حربه ياسين باشا الهاشمي وهو من خيرة الضباط العرب النابهين، فقررت الجمعية الاتصال به ودرس اتجاهاته توطئة لادخاله في عداد أعضائها وكلفت بذلك السيد عبد الغني العريسي. وقد تمكن السيد العريسي من الاتصال بضابط من ضباط أركان حربه، وهو مجيد بك وعقد معه أواصر الصداقة فكان هذا الضابط واسطة الاتصال ياسين باشا.

وعلى الاثر قررت الجمعية قبوله عضوا فيها وقد حلفتُه اليمبن مع عبد الغني العريسي وجعلناه همزة الوصل بين جمعية الفتاة وجمعية العهد التي كان ينتسب اليها معظم ضباط العرب القوميين، وعقب ذلك انضم رضا باشا الركابي للجمعية فتوسعت بذلك أعمالها ممتدة، حتى لقد دخل في عداد أعضائها نسیب بك الأطرش ونواف الشعلان نظرا لسمعتهما الوطنية الطيبة والاستعانة بقوى البر عند الاقتضاء، وقد أبلغت الجمعية الركابي والأمير طاهر الجزائري أن يتقدما إلى فائز الغصين بالسفر لمضارب الشعلان والعودة بالأمير نواف لدمشق. فلي فائز الغصين الطلب وسافر الى مارب الشعلان قرب تدمر وقوبل مقابلة حسنة، وعلى اثر دلك وشى الواشون بسفره الى تدمر، فما كان السلطات التركية إلا أن أعتقلته بعد عودته في ۲۳ تموز سنة ١٩١٥ وسيق الى عاليه ومنها نفي الى ديار بكر. ولقد قدمت له الجمعية مبلغا من المال ليستعين به بواسطة أحد أعضائها القدامى السيد رشيد الحسامي، وذلك عند مقابلتهما في القطار أثناء السفر من بعلبك إلى حلب. إلا انه تمكن من النجاة بنفسه من ديار بكر فقصد إلى البصرة سيرا على الاقدام و منها سافر إلى الحجاز حيث عين سكرتيرًا خاصًا لسمو الأمير فيصل، وقد اجتمعت الهيئة الادارية للفتاة عقب توقیف فائز الغصين ورأت أن الخطر اصبح يهدد

–٤٠–