وهنا لا بد من التساؤل عما اذا كان خليقا بتركيا أن تدخل الحرب العظمى قبل أن تدرس الموقف درست دقيقة وبخاصة وضع الجيش الألماني ومقدار قوته على مجابهة الأخطار التي تعترضه. ومن البدهي أن دراسة الموقف من افة كان من أو حب الواجبات على تركيا قبل الانزلاق في الحرب ، ولكنها لم تفعل . ولم ترجع عن رأيها سيما بعد أن عاينت توقف الزحف الالماني عقب معركة المارن. نعم كان الجيش الألماني غاية في النظام والاستعداد ، وقوة البأس والشكيمة،إلا أنه كان يعوزه التحرر من سلطة غليوم الثاني المستبد رأيه والذي طالما تدخل في شؤون الجيش تدخلا مباشرة دون أن بادع للقواد القديرين الخبراء رأيهم وحريتهم في العمل،فأفسد بذلك على الدولة قوة جيشها وفوت عليها ظفرها . ومن الممكن اتخاذ صورة واضحة عن استبداد الامبراطور الألماني ،بل غطرسته التي بلغت غايتها من الغرور ، من تصريحه عقب معارضة أقطاب ألمانيا العسكريين في تعيين « مولتکه الصغير»، رئيسا الأركان حرب الجيش الألماني ،إذ قال في تأبهه المعروف : «وأنا الرئيس الأركان حرب الجيش في الحرب ، أما في السي فسي الأسم)» وان مثل هذا القول يصدر عن رجل مغرور بنفسه ، لا شك في أنه يشل يد القواد الخبيرين ويصرفهم عن حمل عبء مقاليد الأمور الحليلة ؛ ثم هوبالتالي يعقب أسوأ العواقب .وقد جزم الخبراء العسكريون في أن غرور الامبراطور و استبداده برأيه ما علة العلل في
صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/41
المظهر