. الحقيقة ينبغي وأخيرا فضل السياسية السلبية التي استنها سورية إلى أن تسنى لهما التفلت من نير الانتداب أما الحركة العربية الحديثة فقد انبثقت أول ما انبثقت في الآستانة متأثرة بالروح القومية التي ذاعت وشاعت بين الأمم ، و با اشعور الوطني الذي عم المشاعر يومئذ وعمل عمله بين المثقفين في البلاد العربية ، ولم تكن اقليمية كما قد يتبادر إلى بعض الأذهان ، لم تكن حجازية أو عراقية أو سورية أو ما إلى ذلك ، وانما كانت من العرب والي العرب جميعا دون تفريق ولا تمييز بين الأقطار الناطقة بالضاد . هذه ألا ينساها القاريء كي لا تتهم الثورة بما ليس فيها ، ولا يتهم القائمون بها بالنوازع الخاصة ، ولكي بارك القاری، بانها نتاج شعور عام شامل لا جماعة أو قطر دون غيرهما . وجمعية « الفتاة التي كنت من العاملين فيها ، وا والتي أسست كأول حزب وطني للقضية العربية ، انما واكبت الوعي أول انبثاقه ، وكانت في مرامها حزبا نكال تحت أي نجم واحد ، ويستهدف نوال الاستقلال للعرب أسوة بغيرهم من الأم التي انفردت عن الدولة العثمانية وأدركت حريتها ولم تكن أكثر استعدادا من العرب ؛ ولم تكن الجمعية تضهر أي عداء للدولة العثمانية أول الأمر ، ولم تنقلب علمها إلا بعد أن استوثقت من سوء نوايا القائمين على حكمها . ومما يلاحظ أن أعضاء ها كانوا من خيرة الشباب المثقف الواعي المتحمس ، وممن تحرروا من عنعنات القديم والجمود ، وتحسوا بالمذاهب الحرة السائدة في العالم ولعل في طريقة الانتساب إليهم دليلا على الطريقة الحرة في السرية 6 کس لیا 6 - ۲۸۳ -
صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/289
المظهر