صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/279

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أن ليس من الواعي . وذكر الملك أثناء حديثه معهم أن بعمل ما عمله الخديوي توفيق ، فيتفق مع الفرنسيين ويستعين بهم على كبح جماح مواطنيه ثم قال بأني عندما عاينت الخطر بأم عيني ، وأثمرت بضرورة اتباع سياسة الاعتدال والحكمة ، لم يستمع إلي أحد ، وذهب رأيي أدراج الرياح . ولكن لا بأس فقد جعل الله بعد عسر يسرا ☆ ☆ ☆ (+6 وكنت بعد ظهر ۲۷ تموز في دار ان خليل هر دم واذا بأحد أصدقائي يخبرني بأنه شاهد أوراق رسمية في سراي الحكومة وقد تضمنت الحكم بإعدامي ونخبة من زملائي الوطنيين من قبل الحكمة العسكرية الفرنسية ، فلم يسترع ذاك اهتمامي بعد أن انهارت آمالنا جميعا ، وذهبت كل مساعينا أدراج الرياح بفعل السياسة الدولية الغاشمة . و بقيت انتظر حكم القدر وأملي وليد بوطنية الشعب . وقد أبلغني الملك قبيل منتصف الليل ، أن أكون في محطة الحجاز عند الساعة الخامسة من صباح الغد الموافق ۲۸ تموز فصدعت بالأمر ، ولم يعترض سبيلي أحد ومن غرائب المصادفات أن يشب حريق هائل في هاتيك الليلة في دار سامي باشا مردم قرب سوق الحميدية ، فزاد في الكتابة الخيمة على المدينة ، الجامعة على الصدور . وكأني بالسماء كانت تشاركنا في الآلام فتبدت حمراء لاهية كأن فيها قطعة من النيران المتأززة والجم الغاضبة . ولم يكن في وداع الملك الا فئة قليلة من الوطنيين . لم يصطحبه في القطار من وزرائه غير ساطع الحصري و سكرتيره الخاص عبد الهادي ومن السوريين كبير أمنائه احسان الجاري ومرافقه العسكري تحسين قدري وكاتب هذه المذكرات . س ۲۷۳ -