صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/278

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

( ولو كانت الشعوب تعيش اليوم كما كانت تعيش في القرون الوسطى كان الحق القوة وكان السيف هو الحكم في الاختلافات الكان تصرفكم منطبقا على القوانين القائمة ، و لكن الحرب العظمى وقد خضنا غمارها في جانب الحلفاء النفوز باستقلالنا قد بلغت غایتا با قرار مبدأ الحق وسحقت الروح العسكري واذا كانت مبادىء مؤتمر الصلح التي اعلنت حرية الشعوب وحقها في أن تحكم نفسها بنفسها ، ليست الفوا من القول ، واذا ظل عهد جامعة الام وقد وقع عليه الحلفاء والاعداء وهو يلغي الحرب بين الشعوب واستعباد الام باقيا و محترما ، فالقوة العسكرية الأفرنسية التي احتلت المنطقة الشرقية التي عهد إلي بادارتها أنها تمثل الاحتلال الذي لا يمكن الا أن يعد أداة ألإرهاق و سبب أن يغير كذلك وختاما فان تصرفاتكم تخالف اتفاق سایكس – بيكو وقد وقعت عليها الحكومتان الافرنسية والانكليزية سنة ۱۹۱۹ والاتفاقات المعقودة في أواخر سنة ۱۹۱۰ بين الحكومة الانكليزية من جهة و جلالة والدي ملاك الحجاز من جهة اخرى والمادة ۲۲ من عهد جامعة الامم وقرارات مؤتمر سان رو والتعهدات التي تعهدت بها الحكومة البريطانية ونص معاهدة الصلح المعروضة على تركيا، والاتفاقات المعقودة بين المسيو کلنصر رئيس الوزارة الافرنسية السابق و بيني و تخالف في النهاية القوانين العامة ومباديء الاخلاق الدولية « فيصل » وقد سلم نص الاحتجاج إلى جميع قناصل الدول في دمشق . الا انه لم يكن بد من تنفيذ حكم القوة الجائر ومغادرة دمشق ، فزار القصر الملكي ليلة السفر عدد من الشباب الوطنيين من علية القوم ومن - ۲۷۲