صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/270

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

گا 6 6 6 6 T فارغة فاستوقفناه وعلمنا منه خبر استشهاد الوزير ، وانهيار جبهة المقاومة ، وتراجع المتطوعين مسرعين لدمشق ، فامتنع علينا الاستمرار بالتقدم فعدنا قافلين إلى الهامة لعرض حقيقة الموقف على الملاع و بعد أن انتظر قليلا ، وشاهد بأم عينه قوى الدفاع السورية الراكبة تعود مسرعة وعلى غير انتظام ، أمر بالذهاب لمنزل الأمير زاد عن طريق المزة ، ولم أر من الكرامة مرافقة الماش ، فرجحت مواصلة التقدم باتجاه مدساون مؤثرة الموت على ما استشعرت من ذل واهانة متحديا كل ملاحظات ومحاكمات الملك القيمة عن ذلك، إلا أن جلالته بعد أن ابتعد قليلا عن الهامة أوقف سيارته يسأل عني وعن تخافي ، وأرسل سيارة خاصة أقلتني اليه لا کون في معيته وعند وصولنا إلى منزل الأمير زيد قابله نسيب البكري ، وطاب منه أن يعهد إليه بإدارة شؤون المدينة ، فلم مانع في ذلك ، إلا أننا عرضنا لجلالته بأن حكومته لم تزل قائمة ويستحسن أن يستمر العمل وفقا لما كان متبما تحمل الحكومة عبء السلطات كلها . فعدل عن ذلك وأمرني بالذهاب إلى المدينة لابلاغ الوزراء حقيقة الموقف وكذالك رئيس البلدية ، لاتخاذ ما يلزم لتأمين سير النظام والأمن، وعند وصولي إلى مدخل السراي رأيت مظاهرة عظيمة تهتف هتافات وطنية مثيرة ، وتقدمها بعض المشايخ وعلى رأسهم الشيخ تاج الحسني الذي تقدم مني مستوضحة ، فبينت له حقيقة الواقع . وهكذا لم تمر بضع دقائق إلا وانصرف الجميع ولم يبق المظاهرة أثر . ودلفت الى السراي حيث أبلغت الوزارة رسالة الماك ، وانه سيتحول الحال من بيت الأمير زيد إلى الكسوة ، وهو يطلب من أعضاء الوزارة الالتحاق به الها. وقد أعد سه ۲۹۶ -