صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/269

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

< بالتراجع لكن المظلمة أبي الا أن شیت المقاومة ، واقفا يشرف على العمليات العسكرية ومیده منظاره ، إلى أن استشهد ، وتراجعت عندئذ القوى السورية بعد أن صمدت نحو ثلاث ساعات . وقد أنحى الكثيرون على الحكومة السورية بالامة لاسراعها بتسريح الجيش تنفيذا لمطالب الجنرال غورو ، لكن الموقف كان يستلزم ذلاث ، كما أن النتيجة لايمكن أن تنتهي إلى غير ما انتهت اليه ، وأكثر السوريين لم يكن يعتقد امكان مخالفة الاتفاقيات المعقودة بتاع السهولة اذا تجنبنا الصدام المسلح ، كما أن الأرستقراطيين والحزب الذي شكاوه ، كانوا من أنصار التفاهم مع فرنسا ، وإذا أضفنا إلى هذه العوامل كلها أن قلة الاعتدة لم تكن تسمح بالاقدام على المقاومة في جبهات محدودة يكون القتال فيها وفق القواعد والاصول الحربية ، خلافا لحرب العصابات التي تعتمد على الكر والفر وسرعة التنقل والمفاجأة ذا الوضع المؤلم لا يحمل حجة آن ها المين قوية وفي صباح ذلك اليوم المشؤوم قصد جلالة الملاك قرية الهامة مترقب أخبار المدركه، كما أنه أمر أخاء الأمير زيد بالتوجه إلى الجهة للاشتراك بواجب الدفاع عن الوطن فرافقته بالسيارة ، وقد شاهدنا في سهل الديماس الطيارات الفرنسية تقذف بقنا بها قوافل المؤن وسيارات الاسعاف التي كانت شارات الهلال الأحمر ظاهرة عليها خلافا للقواعد الدولية والانسانية ، وهنا نزل الأمير من السيارة وأمرني با انزول أيضا من أن نكون عرضة للهجوم ، وصوب نيران بندقيته على الطائرة التي كانت تطير على ارتفاع منخفض فابتعدت عنا ، وقبل أن نواصل السير بنا متجها لدمشق سائق سيارة يوسف العظمة ، والسيارة معرفة