من 9 6 رمي و کنت أشد العاملين في المؤتمر الاصدار هذا القرار رغم انني كنت على علم تام بوضعنا العسكري ، لأنني لم أكن أستسيغ توقيع عقد استعبادنا بأي شكل كان ، وتحت ضغط أي ظرف قاهر وكان من أثر هذا كله أن اضطربت دمشق وهاج الناس وقامت المظاهرات مطالبة بالدفاع حتى الموت ، إلا أن ذلك لم يمنع الحكومة من قبول الانذار في 17 تموز بعد أن استوثقت من فقدان العتاد وضعف الجيش واجتمعت في البلاط بالعظمة فسألته كيف وقع بهذا المأزق الحرج، ورغم اني من مقاومي قبول الانذار لكني لا أستسيغ الانزلاق مع سياسة الشارع ، فكان جوابه بأنه كان الى اختداع الافرنسيين ولا يخطر له على بال انهم يقدمون على مهاجمة حلفائهم حربة ومجلس الصلح ما نزل منعقدة . وهنا كشفت له عن رأيي بأنه كعسكري لا خبرة له بالسياسة ، كان ينبغي عليه أن لا يورط نفسه في أمر خطير الذي أقبل عليه تسلم الملاك قرار الحكومة دعا أعضاء المؤتمر لاجتماع خاص في قصره ، وخطب فيهم شارحا و مام حا للاسباب القاهرة التي اضطرته المجنح إلى مسالمة فرنسا ، فهاجت ثائرة بعض الأعضاء والساحل ، وردوا عليه بشدة ، وذكروه ماضيه الوطني ، مرددين بأنه لا يليق به أن يقبل عن رضى تحطم الافرنسبين لاستقلال سورية ، فتألم لما مع كثير، إلا أنه تغلب على تأثره وأنقذ الموقف بكياسته ، إذ اقترح أن يكتب كل واحد من الاعضاء رأيه الشخصي ويسلمه إليه وبعد من سكان فاسعاین
صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/248
المظهر