صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/190

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لما وعدوا به من استعلاء الشعوب حق تقرير مصيرها ، وأرسلوا الجنة الأميركية للوقوف على رغائب الشعب ، وجلت لها هذه الرغبة في طلب الاستقلال التام والوحدة السورية التامة لقد مضى عام ونصف عام والبلاد لا تزال راز حة تحت الاحتلال والقسم والحكم العسكري الذي ألحق بها أضرار أعظيمة وأوقف سير أعمالها و مصالحها الاقتصادية ، والادارية ، وأوقع الريبة في نفوس أبنائها من أمر مصيرها ، فاندفع الشعب في أكثر أنحاء البلاد وقام ثورات أهلية منتقضة على الحكم العسكري الغريب ومطالبة باستقلال بلاده ووحدها . فنحن أعضاء هذا المؤتمر بصفتنا الممثلين الامة السورية ، في أنحاء القطار السوري تمثيلا صحيا نتكلم بلسانها ونجهر بارادتها رأينا وجوب الخروج من هذا الموقف الحرج واستنادا على حقنا الطبيعي الشرعي في الحياة الحرة وعلى دماء شهدائنا المراقة ، وجهادنا المدیا۔ ، في هذا السبيل المقدس ، وعلى العهود والوعود والمبادىء السامية السالفة وعلى ما شاهدناه كل يوم من عزم الأمة الثابت الأکید على المطالبة بحقها ووحدتها ، والوصول الى ذالك بكل الوسائل ، فأعلنا باجماع الرأي استقلال بلادنا السورية بحدودها الطبيعية ومنها فلسطين استقلال تاما لا شانبية فيه على الاساس النيابي ، على أن تراعي أماني اللبنانيين الوطنية في كيفية ادارة مقاطعه لبنان ضمن حدوده المعروفة قبل الحرب بشرط أن يكون معزل عن كل تأثير أجنبي ، ورفض مزاعمه الصهيونية في جعل فلس حلين وطن شجرة لهم ، وقد اخترنا سمو الأمير فيصل ابن جلالة الملك حسين الذي واصل جهاده في سبيل تحرير البلاد، و جعل الأمة رى فيه رجلها العظيم ملكا دستوريا على سورية بلقب الذكر 6 سمس ۱۸