انتقل إلى المحتوى

صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/182

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

المدبرة الحاذقة التي سلكها في العراق فيما بعد لوجد من المعتدلين أنصاراً يؤيدونه ويقفون في وجه مناوئيه ».

لم يسرع الامير في تنفيذ ما رجوناه لخطورته، بل استدعى أعضاء الهيئة الادارية لجمعية الفتاة، كل واحد على حدة ليتمكن من اقناعه بأن مقاومتنا فرنسة بالقوة متعذرة بالظروف الحاضرة، ولا تنتهي الى نتيجة مرضية، وكان يكلفه بأن يكتب رأيه وأسبابه الموجبة ليكون مستنداً أمام التاريخ. على أن الامير لم يتنكر للوطنيين، واتفق مع الحكومة على تعزيز وسائل الدفاع وأذاع رئيسها بلاغاً شديداً هذا نصه : د ان الحكومة عازمة على وضع مادة استثنائية تقضي بطرد من يتهاون بأمر التجنيد من الموظفين مع حبسه سنة » لأن البلاد كانت تعبة من التجنيد طيلة الحرب العامة. ومر شهر شباط بدون فتن واضطرابات تذكر، واستفاد الفرنسيون من ذلك لمقابلة ثورة كيليكيا والسعي لقمعها. ثم عادت الاضطرابات، في كثير من مناطق الساحل سيما المجاورة لحدود حكومة الشام الوطنية، ولقرب حدودها الشمالية بسبب فقدان الاستقرار ولعدم الاطمئنان على المستقبل.

وبعد أن يئس الوطنيون من الوصول الى تحقيق أهداف البلاد بواسطة مؤتمر السلم والمفاوضات مع بريطانيا وفرنسا، وانسحاب أميركا وهي رافعة لواء حرية الشعوب من مسرح السياسة الاوروبية، قرروا وضع مؤتمر السلم أمام الأمر الواقع وذلك باعلان استقلال سورية العربية والمحتلة، والمناداة بفيصل ملكاً دستورياً عليها. لذلك كلف الامير بالعدول عن السفر الى اوروبا، والاكتفاء بمساعي مندوبيه فيها،

–١٧٦–