الأوقات التي مرت على فرنسا . وعاد الأمير لدمشق في مساء 6 منه ولم يعد ينادي بقرب عودته لباريس لمواصلة مذاكراته التي كان أجراها مع کلنصو . ورغم موقف السلطة الفرنسية من الأمير فقد تمكن من تهدئة الحالة في البلاد ، ورأى أن خير واسطة لاستمرار الهدوء هو اقناع هيئة جمعية الفتاة الادارية بوجهة نظره . فطلب إليَّ أن يجتمع بأعضائها عندنا وكانت مؤلفة بعد اعتقال ياسين الهاشمي في الرملة من عزة دروزة وشكري القوتلي ورفيق الميمي وأحمد مريود وسعید حیدر و توفيق الناطور والدكتور أحمد قدري . فسعى لتقبل الهيئة درس مشروع فيصل - كلنصو فلم توافقه، الأمر الذي جعله يقول : إن هذا غاية ما أمكن ويمكن الحصول عليه . ولا شك بأن بحث وضع سورية في مؤتمر السلم وعصبة الأمم يجعله في صالحنا أكثر ما هو ، واني أعتقد بأن مسعاي في هذا السبيل في أوروبا قد تكلل بالنجاح فأسرع أعضاء الهيئة وأجابوا بأنه خير للبلاد أن ترد عدوان فرنسا حتى وانكلترا بالقوة بقدر المستطاع من أن تخضع لشروط الاتفاق الذي سيجعل سورية بحكم تونس و مراکش ، و كان تنفيذ خطتنا يوجب على الأمير تغيير الحياة التي كان يقول بها الكثيرون من الوجهاء، حتی ان الدكتور شهبندر الذي كان من أقوى الشخصيات الوطنية المندفعة أصبح يفكر بأنه ربما كان لوجهة نظر فيصل ما يبررها . ويظهر أثر ذلك فيما كتبه في عدد تشرين الأول ١٩٣٣ من مجلة المقتطف وهو :
«ولكن دعاية شنيعة بثت على فيصل عند عودته من باريس فتراجع من غير انتظام لأنه كان حديث العهد بالشؤون السياسية والحملات المدبرة . ولو أنه وقف موقفا ثابتا ودافع عن آرائه مثل الطريقة
١٧٥ -