انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/93

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

التي مقالة في معاني العقل حصل له الاشفاف بالفعل حصلت فيه صور المرئيات وبحصول صور المرئيات في البصر صار بصبراً بالفعل. ولانه توصل قبل ذلك بشعاع الشمس أو غيره إلى أن صار مشفاً بالفعل وصار الهواء الماس له أيضاً مشفا بالفعل صار حينئذ ما هو مرئي بالقوة مرئياً بالفعل، فالمبدأ الذي به صار البصر بصيراً بالفعل بعد أن كان بصيراً بالقوة وصارت المبصرات التي كانت مبصرات بالقوة مبصرات بالفعل الاشفاف الذي حصل في البصر عن الشمس .. فعلى هذا المثال يحصل في تلك الذات التي هي عقل بالقوة شي ما منزلته منه منزلة الاشفاف بالفعل من البصر وذلك الشيء يعطيه اياه العقل الفعال فيصير مبدأ به تصير المعقولات كانت بالقوة معقولات له بالفعل وكما أن الشمس هي التي تجعل العين بصيراً بالفعل والمبصرات مبصرات بالفعل بما تعطيها من الضياء كذلك العقل الفعال هو الذي جعل العقل الذي بالقوة عقلا بالفعل بما أعطاه من ذلك المبدأ و بذلك بعينه صارت المعقولات معقولات بالفعل .. والعقل الفعال هو نوع من العقل المستفاد وصور الموجودات هي فيه لم تزل ولا تزال الا أن وجودها فيه على ترتيب غير الترتيب الذى هي موجودة عليه في العقل الذي هو بالفعل وذلك أن الأخس في العقل الذي بالفعل كثيراً ما يترتب فيكون أقدم من الاشرف من قبل أن ترقينا نحن الى الاشياء التي هي أكمل وجوداً وكثيراً ما يكون من الاشياء التي هي أنقص وجوداً على ما تبين في كتاب البرهان اذ كنا انما نترقى عن الأعرف عندنا الى ماهو مجهول وما هو أ كمل