مقالة في معانى العقل ٥٣ تصادف ذاته من حيث هو عقل بالفعل معقولات لافي موادها فتعقلها فيصير وجودها من حيث هي معقولة عقلا ثانياً هو وجودها الذي كان لها من قبل أن تعقل بهذا العقل وهذا بعينه ينبغي أن يفهم في التي هي صور لا في موادها اذا عقلت كان وجودها في أنفسها هو وجودها وهي معقولة لنا فالقول في الذي هو منا بالفعل عقل والذي هو فينا بالفعل عقل هو القول بعينه في تلك الصور التي ليست في موادها ولا كانت فيها أصلا فان الوجه الذي به نقول فيما هو فينا بالفعل عقل انه فينا فعلى ذلك المثال ينبغي أن يقال في تلك الصور أنها في العالم .. وتلك الصور انما يمكن أن تعقل على التمام بعد أن تحصل المعقولات كلها معقولات بالفعل أو جلها ويحصل العقل المستفاد فحينئذ تحصل تلك الصور معقولة فتصير كلها صوراً للعقل من حيث هو عقل مستفاد والعقل المستفاد شبيه بموضوع لتلك ويكون العقل المستفاد شبيهاً بالصورة للعقل الذي بالفعل والعقل الذي بالفعل شبيه بموضوع ومادة للعقل المستفاد والعقل الذي بالفعل صورة لتلك الذات فتلك الذات شبيه .. فعند ذلك تبتدئ الصور في الانحطاط الى الصور الجسمانية الهيولانية ومن قبل ذلك كانت تترقي قليلا قليلا الى أن تفارق المواد شيئاً شيئاً وقليلا قليلا بأنحاء من المفارقة متفاضلة. فان كانت الصور التي لا في مادة أصلا ولم تكن ولا تكون في مادة أصلا متفاضلة في الكمال والمفارقة ، كان لها ترتيب ما في الوجود وان ما كان أكملها على هذا الطريق صورة لما هو أنقص الى أن تنتهي الى ماهو أنقص وهو العقل المستفاد مادة
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/91
المظهر