٤٢ الاباضة عن غرض ارسطو طاليس داخلا في هذا العلم لأن الله مبدأ الموجود المطلق لا لموجود دون موجود فالقسم الذي يشتمل منه على اعطاء مبدأ الموجود ينبغي أن يكون هو العلم الالهي لأن هذه المعاني ليست خاصة بالطبيعيات بل هي أعلى من الطبيعيات عموماً فهذا العلم أعلى من علم الطبيعة وبعد علم الطبيعة فلهذا واجب أن يسمى علم ما بعد الطبيعة .. والعلم التعاليمي وان كان أعلى من علم الطبيعة إذ كانت موضوعاته متجردة عن المواد فليس ينبغي أن يسمى علم ما بعد الطبيعة لأن تجرد موضوعاته عن المواد وهمي لا وجودي وأما في الوجود فليس لها وجود الا في الأمر الطبيعية.. وأما موضوعات هذا العلم فمنها ما ليس لها وجود البتة في مور الطبيعيات لا وهمي ولا حقيقى وليس انما جردها الوهم عن الطبيعيات فقط بل وجودها وطبيعتها مجردة .. ومنها ما يوجد في الطبيعيات وان كان يتوهم مجرداً عنها ولكن ليس يوجد فيها بذاتها بحيث لا يتعرى عنها وجودها و يكون أموراً قوامها بالطبيعيات بل يوجد للطبيعيات ولغير الطبيعيات من الأمور المفارقة بالحقيقة أو المفارقة بالوهم فاذا العلم المستحق بأن يسمى بهذا الاسم هو هذا العلم فهو اذا وحده دون سائر العلوم علم ما بعد الطبيعة.. والموضوع الأول لهذا العلم هو الوجود المطلق وما يساويه في العموم وهو الواحد ولكنه لما كان علم المتقابلات واحداً ففي هذا العلم أيضاً النظر في العدم والكثرة .. ثم بعد هذه الموضوعات وتحقيقها ينظر في الاشياء التي تقوم منها مقام الأنواع كالمقولات العشر للموجود وأنواع الواحد كالواحد بالشخص والواحد
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/80
المظهر