انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/76

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۳۸ أفلاطون . وارسطاطاليس ومما يظن بالحكيمين أفلاطون و ارسطو انهما لا يريان ولا يعتقدان أمر المجازاة والثواب والعقاب وذلك وهم فاسد بهما فان ارسطو صرح بقوله أن المكافأة واجبة في الطبيعة ويقول في رسالته التي كتبها الى والدة الاسكندر حين بلغها نعيه وجزعت عليه وعزمت على التشكك بنفسها وأول تلك الرسالة .. فاما شهود الله في أرضه التي هي الأنفس العالمة فقد تطابقت على أن الاسكندر العظيم من أفضلي الأخيار الماضين وأما الآثار الممدوحة فقد رسمت له في عيون أماكن الارض وأطراف مساكن الأنفس بين مشارقها ومغاربها ولن يؤتي الله أحداً ما آتاه الاسكندر الا من اجتباء واختيار والخير من اختاره الله تعالى فمنهم من شهدت عليه دلائل الاختيار ومنهم من خفيت تلك فيه والاسكندر أشهر الماضين والحاضرين دلائل وأحسنهم ذكراً وأحمدهم حياة وأسلمهم وفاة ياوالدة اسكندر ان كنت متفقة على العظيم اسكندر فلا تكسين ما يبعدك عنه ولا تجلبي على نفسك ما يحول بينك وبينه حين الالتقاء في زمرة الاخيار وأحرصى على ما يقربك منه وأول ذلك توليتك بنفسك الطاهرة أمر القرابين في هيكل ديوس .. فهذا وما يتلوه من كلامه يدل دلالة واضحة علي أنه كان يوجب المجازاة معتقداً وأما أفلاطون فانه أودع آخر كتابه في السياسة القصة الناطقة بالبعث والنشور والحكم والعدل والميزان وتوفية الثواب والعقاب على الاعمال خيرها وشرها