انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/74

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أفلاطون . وارسطاطاليس أن الاستراحة فاذا رجعت الى ذاتها فكأنها قد أطلقت من محبس مؤذ الى حيزها الملائم المشاكل لها .. وعلي هذه الجهة ينبغي يقاس كل ماسوى ما ذكرناه من تلك الرموز فان تلك المعاني أحد بدقتها ولطفها تمنعت عن العبارة عنها بغير تلك الجهة التي استعملها الحكيم أفلاطون ومن سلك سبيله وان العقل على ما بينه الحكيم ارسطو في كتبه في النفس وكذلك الاسكندر وغيره من الفلاسفة هو أشرف أجزاء النفس وانه هي بالفعل ناجزة وبه تعلم الالهيات ويعرف البارى جل ثناؤه فكأنه أقرب الموجودات اليه شرفاً ولطفاً وصفاء لا مكاناً وموضعاً ثم تتاوه النفس لأنها كالمتوسطة بين العقل والطبيعة اذ لها حواس طبيعية فكأنها متحدة طرفيها بالعقل الذى هو متحد بالباري جل وعز على السبيل الذي ذكرناه ومن الطرف الآخر متحدة بالطبيعة وكانت الطبيعة تتلوها كيانة لا مكاناً فعلى هذا السبيل وعلى ما يشاكلها مما يعسر وصفها قولا ينبغي أن تعلم ما يقوله أفلاطون في أقاويله فأنها مهما أجريت هذا المجرى زالت الظنون والشكوك التى تؤدي الى القول بأن بينه و بين ارسطو اختلافاً في هذا المعنى ألا ترى أن ارسطو حيث يريد أن يبين من أمر النفس والعقل والربوبية حالا كيف يجرؤ ويتشدق في القول ويخرج مخرج الألغاز على سبيل التشبيه ) وذلك في كتابه المعروف بأنولوجيا حيث يقول أني ربما خلوت بنفسي كثيراً وخلعت بدني فصرت كأني جوهر مجرد بلا جسم