٣٤ أفلاطون . وارسطاطاليس . قاعة صور وآثار في ذات الموجد الحي المريد فما الذي كان يوجده وعلى أي مثال ينحو بما يفعله ويبدعه أما علمت أن من نفي هذا المعنى عن الفاعل الحي المريد لزمه أن يقول بأن ما يوجده انما يوجده جزافاً وتنحساً وعلى غير قصد ولا ينحو نحو غرض مقصود بارادته وهذا من أشنع الشناعات فعلى هذا المعى ينبغي أن تعرف وتتصور أقاويل أولئك الحكماء فيما أثبتوه من الصور الالهية لا على انها اشباح في أماكن أخر خارجة عن هذا العالم فانها متى تصورت على هذا السبيل يلزم القول بوجود عوالم غير متناهية كلها كأمثال هذا العالم وقد بين الحكيم ارسطو ما يلزم القائلين بوجود العوالم الكثيرة في كتبه في الطبيعيات وشرح المفسرون أقاويله بغاية الإيضاح وينبغي أن تتدير هذا الطريق الذي ذكرناه مراراً كثيرة في الأقاويل الالهية فانه عظيم النفع وعليه المعول في جميع ذلك وفي اهماله الضرر الشديد وان تعلم مع ذلك أن الضرورة تدعو الى اطلاق الألفاظ الطبيعية والمنطقية المتواطئة على تلك المعاني اللطيفة الشريفة العالية عن . الأوصاف المتباينة عن جميع الامور الأمور الكيانية الموجودة بالوجود الطبيعي فانه ان قصد لاختراع ألفاظ أخر واستئناف وضع لغات سوى ما هي مستعملة لما كان يوجد السبيل الى ألفاظه ويتصور منها غير ما باشرته الحواس فلما كانت الضرورة تمنع وتحول بيننا وبين ذلك اقتصرنا على ما يوجد من الألفاظ وأوجبنا على أنفسنا الإخطار بالبال ان المعاني الالهية التي يعبر عنها بهذه الالفاظ هي بنوع أشرف وعلى جميع
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/72
المظهر