1 كتاب الجمع بين رأبي الحكيمين .. انه يناقض نفسه في علم واحد وهو العلم الربوبى فبعيد ومستنكر واما أن بعضها لارسطو و بعضها ليس له فهو أبعد جدا اذ الكتب الناطقة بتلك الأقاويل أشهر من أن يظن ببعضها أنه منحول فبقي أن يكون لها تأويلات ومعان اذا كشف عنها ارتفع الشك والحيرة.. فنقول أنه لما كان الباري جل جلاله بانيته وذاته مبايناً لجميع ماسواه وذلك لانه بمعنى أشرف وأفضل وأعلى بحيث لا يناسبه في انيته ولا يشاكلة ولا يشابهه حقيقة ولا مجازاً ثم مع ذلك لم يكن بد من وصفه واطلاق لفظ فيه من هذه الألفاظ المتواطئة عليه فان من الواجب الضروري أن يعلم أن مع كل لفظة نقولها في شيء من أوصافه معنى بذاته بعيد من المعنى الذى تتصوره من تلك اللفظة وذلك كما قلنا بمعى أشرف وأعلى حتى اذا قلنا انه موجود علمنا مع ذلك أن وجوده لا كوجود سائر ماهو دونه واذا قلنا أنه حي علمنا أنه حي بمعنى أشرف مما نعلمه من الحي الذي هو دونه وكذلك الأمر في سائرها ومهما استحكم هذا - المعنى وتمكن من ذهن المتعلم للفلسفة التي بعد الطبيعيات سهل عليه تصور ما يقوله أفلاطون وارسطو طاليس ومن سلك سبيلهما فنرجع الآن الى حيث فارقناه فنقول لما كان الله تعالى حياً موجوداً لهذا ا لهذا العالم . بجميع مافيه فواجب أن يكون عنده صور مايريد إيجاده في ذاته جل الله من اشتباه وأيضاً فان ذاته لما كانت باقية لا يجوز عليه التبدل والتغير فما هو بحيزه أيضاً كذلك باق غير دائر ولا متغير ولو لم يكن للموجودات ( ا ) .
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/71
المظهر