انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/68

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أفلاطون . وارسطاطاليس ذلك الشيء والعالم مبدع من غير شيء فماله الى غير شيء فيماشا كل ذلك من الدلائل والحجج والبراهين التي توجد كتبهما مماوة منها وخصوصاً ما لهما في الربوبية وفي مبادى الطبيعة لكان الناس في حيرة ولبس غير أن لنا في هذا الباب طريقاً نسلكه يتبين به أمر تلك الأقاويل الشرعية وأنها على غاية السداد والصواب وهو أن الباري جل جلاله مدير جميع العالم لا يعزب عنه مثقال حبة من خردل ولا يفوت عنايته شي من أجزاء العالم على السبيل الذي بيناه في العناية من أن العناية الكلية شائعة في الجزئيات وان كل شيء من أجزاء العالم وأحواله موضوع بأوقف المواضع وأتقنها على ما يدل عليه كتب التشريحات ومنافع الاعضاء وما أشبهها من الأقاويل الطبيعية وكل أمر من الأمور التي بها قوامه موكول الى من يقوم بها ضرورة على غاية الاتقان والاحكام الى أن يترقى من الأجزاء الطبيعية الى البرهانيات والسياسيات والشرعيات والبرهانيات موكولة الى أصحاب الأذهان الصافية والعقول المستقيمة والسياسيات موكولة الى ذوي الأراء السديدة والشرعيات موكولة الى ذوي الالهامات الروحانية وأعم هذه كلها الشرعيات وألفاظها خارجة عن مقادير عقول المخاطبين ولذلك لا يؤاخذون بما لا يطيقون تصوره فان من تصور في أمر المبدع الأول انه جسيم و وانه يفعل بحركة وزمان ثم لا يقدر بذهنه على تصور ما هو ألطف من ذلك وأليق به ومهما توهم أنه غير جسيم وانه يفعل فعلا بلا حركة وزمان لا يثبت في