انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

في ۲۸ أفلاطون . وارسطاطاليس كل كثرة لأن كل كثرة لا يوجد فيها الواحد لا تتناهي أبداً البتة وبرهن على ذلك براهين واضحة مثل قوله أن كل واحد من أجزاء الكثير اما أن يكون واحداً واما أن لا يكون واحداً فان لم يكن واحداً لم يخل من أن يكون اما كثيراً واما لا شيء وان كان لاشئ لزم أن لا يجتمع منها كثرة وان كان كثيراً فما الفرق بينه وبين الكثرة ؟ ويلزم أيضاً من ذلك ان ما يتناهي أكثر مما لا يتناهي ثم بين ان ما يوجد = فيه الواحد من هذا العالم فهو لا واحد الا بجهة وجهة فاذا لم يكن في الحقيقة واحداً بل كان كل واحد فيه موجوداً كان الواحد غيره وهو غير الواحد . ثم بين أن الواحد الحق هو الذي أفاد سائر الموجودات الواحدية ثم بين أن الكثير بعد الواحد لا محالة وأن الواحد تقـــدم الكثرة ثم بين أن كل كثرة تقرب من الواحد الحق كان أول كل كثرة ما يبعد عنه وكذلك بالعكس ثم يترقى بعد تقديمه هذه المقدمات إلى القول في أجزاء العالم الجسمانية منها والروحانية ويبين بيانا شافياً أنها كلها حدثت عن ابداع الباري لها وأنه عز وجل هو العلة الفاعلة الواحد الحق ومبدع كل شيء علي حسب ما بينه أفلاطون في كتبه في الربوبية مثل طيارس وبوليطيا وغير ذلك من سائر أقاويله وأيضاً فان حروف ارسطو طاليس فيما بعد الطبيعة انما يترقى فيها من الباري جل جلاله في حرف اللام ثم ينحرف راجعاً في بيان صحة ما تقدم من تلك المقدمات الى أن يسبق فيها وذلك مما لا يعلم أنه يسبقه اليه من قبله ولم يلحقه من بعده الى يومنا هذا فهل تظن بمن هذا سبيله أنه