كتاب الجمع بين رأبي الحكيمين ۲۷ وعنه الكتب الطبيعية والالهية ان الزمان انما هو عدد حركة الفلك يحدث وما يحدث عن الشيء لا يشتمل ذلك الشيء ومعنى قوله أن العالم ليس له بدو زمانى أنه لم يتكون أولا فأولا بأجزائه كما يتكون البيت مثلا أو الحيوان الذي يتكون أولا فأولا بأجزائه فان أجزاءه يتقدم بعضها بعضاً بالزمان والزمان حادث عن حركة الفلك فمحال أن يكون لحدوثه بدؤ زماني ويصح بذلك أنه انما يكون عن ابداع الباري جل جلاله اياه دفعة بلا زمان وعن حركته حدث الزمان ومن نظر في أقاويله في الربوبية في الكتاب المعروف باثولوجيا لم يشتبه عليه أمره في إثباته الصانع المبدع لهذا العالم فان الأمر في تلك الأقاويل أظهر من أن يخفى وهناك تبين أن الهيولى أبدعها الباري جل ثناؤه لا عن شيء وأنها تجسمت عن الباري سبحانه وعن ارادته ثم ترتبت وقد بين في السماع الطبيعي أن الكل لا يمكن حدوثه. بالبخت والاتفاق وكذلك في العالم جملته يقول في كتاب السماء والعالم ويستدل على ذلك بالنظام البديع الذي يوجد لاجزاء العالم بعضها مع بعض وقد بين هناك أيضاً أمر العلل كم هي وأثبت الأسباب الفاعلة وقد بين هناك أيضاً أمر المكون والمحرك وأنه غير المتكون وغير المتحرك وكما أن أفلاطون بين في كتابه المعروف بطيماوس أن كل متكون فانما يكون عن علة مكونة له اضطراراً وان المتكون لا يكون علة لكون . ذاته كذلك ارسطو طاليس بين في كتاب الولوجيا أن الواحد موجود
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/65
المظهر