انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/64

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٢٦ أفلاطون . وارسطاطاليس في قدم العالم وحدوثه ) ومن ذلك أيضاً أمر قدم العالم وحدوثه وهل له صانع هو علته الفاعلية أم لا ومما يظن بارسطو طاليس أنه يري أن العالم قديم وبأفلاطون أنه يري أن العالم محدث فأقول أن الذي دعي هؤلاء الى هذا الظن القبيح المستنكر بارسطو طاليس الحكم هو ما قاله في كتاب طوبيقا انه قد توجد قضية واحدة بعينها يمكن أن يؤتى على كلا طرفيها قياس من مقدمات ذائعة مثال ذلك هذا العالم قديم أم ليس بقديم .. وقد وجب الرد على هؤلاء المختلفين اما أولا فيأن ما يؤتي به على سبيل المثال لا يجرى مجري الاعتقاد وأيضاً فان غرض ارسطو في كتاب طوبيقا ليس هو بيان أمر العالم لكن غرضه أمر القياسات المركبة من المقدمات الذائعة وكان قد وجد أهل زمانه يتناظرون في أمر العالم هل هو قديم أم محدث كما كانوا يتناظرون في اللذة هل هي خير أم شر وكانوا يأتون على كلا الطرفين من كل مسئلة بقياسات ذائعة وقد بين ارسطو في ذلك الكتاب وفي غيره من كتبه أن المقدمة المشهورة لا يراعى فيها الصدق والكذب لان المشهور ربما كان كاذباً ولا يطرح في الجدل لكذبه وربما كان صادقاً فيستعمل لشهرته في الجدل ولصدقه في البرهان فظاهر أنه لا يمكن أن ينسب اليه الاعتقاد بأن العالم قديم بهذا المثال الذي أتي به في هذا الكتاب ومما دعاهم الى ذلك الظن أيضاً ما يذكره في كتاب السماء والعالم أن الكل ليس له بدو زمانى فيظنون عند ذلك أنه يقول بقدم العالم وليس الامر كذلك اذ قد تقدم فبين في ذلك الكتاب وغيره من