انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/63

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كتاب الجمع بين رأبي الحكيمين ۲۵ تكلف العلم والتذكر تكلف الذكر والطالب مشتاق متكلف فمهما وجد مهما قصد معرفته طلب دلائل وعلامات ومعاني ما كان في نفسه قديم فكأنه يتذكر عند ذلك كالناظر الى جسم يشبه بعض اعراضه بعض اعراض جسم آخر كان قد عرفه وغفل عنه فيتذكره بما أدركه من شبیهه وليس للعقل فعل مخص به دون الحس سوي ادراك جميع الاشياء والاضداد وتوهم أحوال الموجودات على غير ماهي عليه فان الحس يدرك من حال الموجود المجتمع مجتمعاً ومن حال الموجود المتفرق متفرقاً ومن حال الموجود القبيح قبيحاً ومن حال الموجود الجميل جميلا وكذلك سائرها وأما العقل فانه قد يدرك من حال كل موجود ماقد أدركه الحس وكذلك ضده فانه يدرك من حال الموجود المجتمع مجتمعاً ومتفرقاً معاً ومن حال الموجود المتفرق متفرقاً ومجتمعاً معاً وكذلك سائر ما أشبهها فان تأمل ما وضعناه على سبيل الايجاز يما قد بالغ الحكيم ارسطو في وصفه في آخر كتاب البرهان وفي كتاب النفس وقد شرحه المفسرون واستقصوا أمره علم أن الذي ذكره الحكيم في أول كتاب البرهان وحكيناه في هذا القول قريب مما قاله أفلاطون في كتاب فاذن الا أن بين الموضعين خلافاً وذلك أن الحكيم ارسطوا يذكر ذلك عند ما يريد ايضاح أمر العلم والقياس وأما أفلاطون فانه يذكره عند ما يريد ايضاح أمر النفس ولذلك أشكل على أكثر من ينظر في أقاويلهما وفيما أوردناه كفاية لمن قصد سواء السبيل