٢٤ افلاطون . وارسطاطاليس التجارب على الحقيقة غير أن من التجارب ما يحصل عن قصد وقد جرت العادة بين الجمهور بأن يسمى التي تحصل من الكليات عن قصد متقدمة التجارب فأما التي تحصل من الكليات للانسان لا عن قصد فاما أن لا يوجد لها اسم عند الجمهور لانهم لا يعنونه واما أن يوجد لها اسم عند العلماء فيسمونها أوائل المعارف ومبادئ البرهان وما أشبهها من الأسماء وقد بين ارسطوا في كتاب البرهان أن مر قدحاً ما فقد فقد علماً ما فالمعارف انما تحصل في النفس بطريق الحس ولما كانت المعارف انما حصلت في النفس عن غير قصد أولا فأولا فلم يتذكر الانسان وقد حصل جزء وجزء منها فلذلك قد يتوهم أكثر الناس أنها لم تزل في النفس وأنها تعلم طريقاً غير الحس فاذا حصلت من هذه التجارب في النفس صارت النفس عاقلة اذ العقل ليس هو شيئاً غير التجارب ومهما كانت هذه التجارب أكثر كانت النفس أتم عقلائم ان الانسان مهما قصد معرفة شيء من الاشياء اشتاق الى الوقوف على حال من أحوال ذلك الشيء وتكاف الحلق ذلك الشيء في حالته تلك بما تقدم معرفته وليس ذلك الا طلب ما هو موجود في نفسه من ذلك الشيء مثل أنه متى اشتاق الى معرفة شيء من الاشياء هل هو حي أم ليس بحي وقد تقدم فحصل في نفسه معني الحي ومعنى غير الحي فانه يطلب بذهنه أو بحسه أو بهما جميعاً أحد المعنيين فاذا صادفه سكن عنده واطمأن به والتد بمازال عنه من أذى الحيرة والجهل وهذا ما قاله أفلاطون أن التعلم تذكر وأن التفكر هو
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/62
المظهر