انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/61

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كتاب الجمع بين رأبي الحكيمين ۲۳ وقد ظن أكثر الناس من هذه الأقاويل ظنوناً مجاوزة عن الحد اما القائلون ببقاء النفس بعد مفارقتها البدن فقد أفرطوا في تأويل هذه الأقاويل وحرفوها عن سنها وأحسنوا الظن بها إلى أن أجروها مجري البراهين ولم يعلموا أن أفلاطون انما يحكي هذا عن سقراط على سبيل من يروم تصحيح أمر خفي" بعلامات ودلائل والقياس بعلامات لا يكون برهانا كما علمناه الحكم ارسطو في أنولوطيقا الأولى والثانية وأما الدافعون لها فقد أفرطوا أيضاً في التشنيع وزعموا أن ارسطو مخالف له في هذا الرأي وأغفلوا قوله في أول كتاب البرهان حيث ابتدأ فقال كل تعليم وكل تعلم فانما يكون عن معرفة متقدمة الوجود ثم قال بعد قليل وقد يتعلم الأنسان بعض الاشياء وقد كان علمه من قبل قديماً وبعض الاشياء تعلمها يحصل من حيث تعلمها معا مثال ذلك جميع الأشياء الموجودة تحت الأشياء الكلية فليت شعري هل يغادر معنى هذا القول ماقاله أفلاطون شيئا أسوي أن العقل المستقيم والرأي السديد والميل الى الحق والانصاف معدوم في الأكثرين من الناس فمن تأمل حصول العلم وحصول المقدمات الأول وحال التعلم تأملا شافياً علم أنه لا يوجد بين رأبي الحكيمين في هذا المعنى خلاف ولا تباين ولا مخالفة ونحن نومي الى طرف منه يسير بمقدار ما يتبين به هذا المعني ليزول الشك الواقع فيه فنقول من البين الظاهر أن الطفل نفساً عالمة بالقوة ولها الحواس آلات الادراك وادراك الحواس انما يكون للجزئيات وعن الجزئيات تحصل الكليات والكليات هي