۲۲ أفلاطون . وارسطاطاليس من الاخلاق ماهي طبيعية ومنها ماهي مكتسبة فاعلم ما ذكرناه وتفهمه من فحوى كلامهم لئلا يشكل عليك الأمر فتظن أن من الأخلاق ماهي طبيعية بالحقيقة لا يمكن زوالها فان ذلك شنيع جداً ونفس اللفظ يناقض معناه اذا تؤمل فيه جداً ومن ذلك أيضاً ان ارسطو طاليس قد أورد في كتاب البرهان شكا ان الذي يطلب علما ما لا يخلو من أحد الوجهين فانه اما أن يطلب ما يجهنه أو ما يعلمه فان كان يطلب ما يجهله فكيف يوقن في تعلمه انه هو الذي كان يطلبه وان كان يطلب ما يعلمه فطلبه علماً ثانياً فضل لا يحتاج اليه ثم أحدث الكلام في ذلك الى أن قال ان الذي يطلب علم شي من الأشياء انما يطلب في شئ آخر ماقد وجد في نفسه على التحصيل مثل ان المساواة وغير المساواة موجودتان في النفس والذى يطلب الخشبة هل هي مساوية انما يطلب مالها منها على التحصيل فاذا وجد أحدهما فكأنه يذكر ما كان موجوداً فى نفسه ثم ان كانت مساوية فبالمساواة وان كانت غير مساوية فبغير المساواة وأفلاطون بين في كتابه المعروف بغاذن ان التعلم تذكر وآتى على ذلك الحجج يحكيها عن سقراط في مسائلاته ومجاوباته في أمر المساوي والمساواة وان والمساواة هي التي تكون في النفس وان المساوى مثل الخشبة أوغيرها مما تكون مساوية لغيرها متى أحس بها الانسان تذكر المساواة التي كانت في النفس فعلم ان هذا المساوي انما كان مساوياً بمساواة شبيهة بالتي في النفس وكذلك سائر ما يتعلم انما يتذكر ما في النفس والله أعلم
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/60
المظهر