انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/57

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كتاب الجمع بين رأبي الحكيمين ۱۹ عنها بالألفاظ القريبة من تلك المعاني ولم يجدوا لها ألفاظاً موضوعة مفردة يعبر عنها حق العبارة من غير اشتراك يعرض فيها فلما كان ذلك كذلك وجد العائيون مقالا فقالو وأكثر ما يقع من المخالفة انما يقع في أمثال هذه المعاني للأسباب التي ذكرناها وذلك لا يخلوا من أحد أمرين أما لتخلف المخالف وأما لمعاندته فأما ذو الذهن الصحيح والرأي السديد والعقل الرصين المحكم الثابت اذا لم يتعمد التمويه أو تعصبا أو مغالبة فقلما يعتقد خلاف العالم واذا أطلق لفظاً على سبيل الضرورة عند بيان أمر غامض وايضاح معنى لطيف فلا يخلوا المتبصرله عن اشتباه توقعه الألفاظ المشتركة والمستعارة ومن ذلك أيضاً أمر اخلاق النفس وظتهم بأن رأي ارسطو مخالف لرأى أفلاطون وذلك أن ارسطو يصرح في كتاب نيقوماخيا أن الأخلاق كلها عادات تتغير وانه ليس شيء منها بالطبع وان الانسان يمكنه أن ينتقل من كل واحد منها الى غيره بالاعتياد والدربة وأفلاطون يصرح في كتاب السياسة وفي كتاب بوليطيا خاصة بأن الطبع يغلب العادة وان الكهول حينما طبعوا على خلق ما يعسر زواله عنهم. وانهم متى قصدوا زوال ذلك الخلق عنهم ازدادوا فيه تمادياً ويؤتى على ذلك بمثال من الطريق اذا ثبت فيه الدغل والحشيش والشجر معوجة متى قصد اخلاء الطريق منها أو ميل الشجر الى جانب آخر فانها اذا خليت سبيلها أخذت من الطريق أكثر مما كانت أخذت قبل ذلك وليس يشك أحد ممن يسمع هاتين المقالتين أن بين