انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/56

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

جميع ۱۸ أفلاطون . وارسطاطاليس نار قريبة منه أدركنا ذلك المبصر وان كانت المسافة التي بيننا وبينه مظلمة فاو كان الأمر على ما قاله ارسطو وأصحابه لو جب أن يكون المسافة التي بيننا وبين المبصر مضيئاً ليحمل الألوان فتؤدي الى البصر فلما وجدنا الجسم المتجلى من بعد مبصراً علمنا ان شيئاً خرج من البصر وامتد وقطع الظلمة وبلغ المبصر الذي تجلي بضوء ما أدركه ولو أن كلا الفريقين أرخوا أعينهم قليلا وتوسطوا النظر وقصـــدوا الحق وهجروا طريق العصبية لعلموا أن الافلاطونيين انما أرادوا بلفظ الخروج معنى غير معنى خروج الجسم من المكان وانما اضطرهم الى اطلاق لفظ الخروج ضرورة العبارة وضيق اللغة وعدم لفظ يدل على اثبات القوى من غير أن يخيل الخروج الذي للأجسام وان أصحاب ارسطو طاليس أيضاً أرادوا بلفظ الانفعال معنى غير معنى الانفعال الذي يكون في الكيفية مع الاستحالة والتغير وظاهر أن الشيء الذي يشبه بشيء ما تكون ذاته وأنيته غير المشبه به ومتى نظرنا بعين النصفة في هذا الأمر علمنا أن ههنا قوة واصلة بين البصر والمبصر وان من شنع على أصحاب أفلاطون في قولهم ان قوة ما تخرج من البصر فتلاقي المبصر فان قوله ان الهواء يحمل لون المبصر فيؤدي ألى البصر ليلاقيه مماساً ليس بدون قولهم في الشناعة فان كان ما يلزم أقاويل أولئك في اثبات القوة وخروجها يلزم قول هؤلاء في حمل الهواء الألوان وايدائها الى الأبصار فظاهر ان هذه واشباهها معان لطيفة دقيقة تنبه لها المتفلسفون وبحثوا عنها واضطرهم الامر الى العبارة