انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/55

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

t كتاب الجمع بين رأبي الحكيمين ۱۷ فان كان في العضو لزم أن تستحيل الحدقة في آن واحد بعينه من ألوان بلا نهاية وذلك محال اذ الاستحالة انما تكون لا محالة في زمان ومن شي واحد بعينه الى شيء واحد بعينه محدود وان كان يحصل في بعضه دون بعض لزم أن تكون تلك الأجزاء مفصلة متميزة وليست كذلك وان كان ذلك الانفعال يلحق الجسم المشف أعنى الهواء الذي بين البصر والمبصر لزم أن يكون الموضوع الواحد بالعدد قابلا للضدين في وقت واحد معاً وذلك محال هذه وما أشبهها من الشناعات التي أوردوها ثم ان أصحاب ارسطو احتجوا على صحة ما ادعوه فقالوا لو لم تكن الألوان وما يقوم مقامها محمولة في الجسم المشف بالفعل لما أدرك البصر الكواكب والاشياء البعيدة جداً في لحظة بلا زمان فان الذي ينتقل لابد من أن يبلغ المسافة القريبة قبل بلوغه المسافة البعيدة ونحن نلحظ الكواكب مع بعد المسافة في الزمان الذى نلحظ فيه ما هو أقرب منها ولا يغادر ذلك شيئاً فظهر من هذه الجهة ان الهواء المشف يحمل ألوان المبصرات فتؤدي الى المبصر واحتج أصحاب أفلاطون على صحة ما ادعوه من أن شيئاً ينبث ويخرج من البصر إلى المبصر فيلاقيه بأن المبصرات متى كانت متفاوتة بالمسافات أدركنا ما هو أقرب دون ماهو أبعد والعلة في ذلك أن الشيء الخارج من البصر يدرك بقوته ما يقرب منه ثم لا يزال يضعف فيكون ادراكه أقل وأقل حتى تفني قوته فلا يدرك ماهو بعيد عنه جداً البتة ومما يؤكد هذه الدعوى أنا متی مددنا أبصارنا الى مسافة بعيدة وأوقعناها على مبصر يتجلى بضوء ( ۲ - فا )