انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/54

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٦ أفلاطون . وارسطاطاليس كان هواء فان الهواء قد يوجد فيما بين البصر والمبصر فما الحاجة الى خروج هواء آخر وان كان ضياء فان الضياء أيضاً قد يوجد في الهواء الذي بين البصر والمبصر فالضياء الخارج من البصر فضل لا يحتاج اليه وأيضاً فانه وان كان ضياء فلم احتيج معه الى الضياء الراكد بين البصر والمبصر ولم لا يغني هذا الضياء الخارج من البصر عن الضياء الذى يحتاج اليه في الهواء ولم لا يبصر في الظلمة ان كان الذي يخرج من البصر هو ضياء وأيضاً ان قبيل ان الضياء الذي يخرج من البصر يكون ضعيفاً فلم لا يقوى اذا اجتمعت أبصار كثيرة بالليل على النظر الى شيء واحد كما نرى ذلك من قوة الضوء عند اجتماع السرج الكثيرة وان كان ناراً فلم لا يحمى ولا يحرق مثل ما تفعله النار ولم لا ينطفي في المياه كما تنطفي النار ولم ينفذ الى أسفل كما ينفذ الى فوق وليس من شأن النار أن تنفذ الى الأسفل وأيضاً ان قيل ان الذي يخرج من البصر شيء آخر غير هذه الاشياء فلم لا يتلاقى ولا يتصادم عند مقابلة المناظر فيمنع الناظرين المتقابلين عن الاداك النظري هذه وما أشبهها من الشناعات التي وقعت لهم عند تحريفهم لفظ الخروج عن مقصود القول وجربهم الى الخروج الذي يقال في الأجسام ثم ان أصحاب أفلاطون لما سمعوا أقوال أصحاب ارسطو طاليس في الأبصار وانه انما يكون بالانفعال حرفوا هذه اللفظة بأن قالوا ان الانفعال لا يخلوا من تأثر واستحالة وتغير في الكيفية وهذا الفعال اما أن يكون في العضو الباصر أو في الجسم المشف الذي بين البصر و المبصر