انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/50

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۳ أفلاطون . وأرسطاطاليس المقدمتين وهي أن الطبيعة تشتاق الوجود ليست ضرورية من جهات منها أنه لا ضرورة في الطبيعة وان الذي في الطبيعة من الوجود هو الوجود الذي علي الاكثر . ومنها أن الطبيعة قد تشتاق الى الوجود عند المضاف اللاحق لوجود ماهي اللازمة عنه وزعموا أن المقدمة الكبرى من هذا القياس ضرورية لقوله أبداً وارسطو طاليس يصرح في كتاب القياس أن القياس الذي تكون مقدماته مختلطة من الضروري ومن الوجودي وتكون الكبرى هي الضرورية فان النتيجة تكون ضرورية وهذا خلاف ظاهر .. فنقول لولا أنه لا يوجد لا فلاطون قول يصرح فيه ان أمثال هذه النتائج تكون ضرورية أو وجودية البتة وانما ذلك شيء يدعيه الناظرون ويزعمون أنه قد يوجد لا فلاطون قياسات علي هذا السبيل مثل ما حكيناه عنه لكان بينهما خلاف ظاهر الا أن الذي دعاهم الى هذا الاعتقاد هو قلة التمييز وخلط صناعة المنطق بالطبيعة وذلك اذهم لما وجدوا القياس مركباً من مقدمتين وثلاثة حدود أول وأوسط وآخر ووجدوا لزوم الحد الأول للأوسط ضرورياً ولزوم الأوسط للآخر وجودياً ورأوا الحد الاوسط كان هو العلة في لزوم الحد الأول للآخر والواصل له به ثم وجدوا حالة نفسه عند الآخر حال الوجود قالوا اذا كان حال الاوسط الذى هو العلة والسبب في وصول الأول بالآخر حال الوجود فكيف يجوز أن يكون حال الأول عند الآخر حال الاضطرار وانما سوغ لهم هذا الاعتقاد نظرهم في مجرد الأمور والمعاني وازورارهم عن شرائط المنطق وشرائط المقول على