A أفلاطون . وارسطاطاليس ومن ذلك النظم والترتيب والرسم الذي في كتبه العلمية حيث تظن ان ذلك طباع له لا يمكنه التحول عنه فاذا تؤمل رسائله وجد كلامه فيها منشأ ومنظوماً على رسوم وترتيبات مخالفة لما في تلك الكتب وتكفينار سالته المعروفة الى أفلاطون في جواب ما كان أفلاطون كتب اليه به يعاتبه علي تأليفه الكتب وترتيبه العلوم واخراجها في تأليفاته الكاملة المستقصاة فانه يصرح في هذه الرسالة الى أفلاطون ويقول اني وان دونت هذه العلوم والحكم المضنون بها فقد رتبتها ترتيباً لا يخلص اليها الا أهلها وعبرت عنها بعبارات لا يحيط بها الا بنوها فقد ظهر مما وصفناه ان الذي سبق الى الأوهام من التباين في المسلكين في امر يشتمل عليه حكمان ظاهران متخالفان يجمعهما مقصود واحد ومن ذلك أيضاً أمر الجواهر وان التي منها أقدم عند ارسطو طاليس غير التي منها أقدم عند أفلاطون فان أكثر الناظرين في كتبهما يحكمون بخلاف بين رأيهما في هذا الباب والذي حداهم الى هذا الحكم وهذا الظن هو ما وجدوا من أقاويل أفلاطون في كثير من كتبه مثل كتاب طماوس وكتاب بوليطيا الصغير دلالة على أن أفضل الجواهر وأقدمها وأشرفها هي القريبة من العقل والنفس البعيدة عن الحس والوجود الكياني ثم وجدوا كثيراً من أقاويل ارسطو طاليس في كتبه مثل كتابه في المقولات وكتابه في القياسات الشرطية يصرح بأن أولى الجواهر بالتفضيل والتقديم الجواهر الأول التي هي الأشخاص فلما. وجدوا هذه الأقاويل على ما ذكرناه من التفاوت والتباين لم يشكوا
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/46
المظهر