كتاب الجمع بين رأبي الحكيمين وفي الشرعيات مثل ان كل من شوهد فعل الخير منه على أكثر الأحوال فهو عدل صادق الشهادة في كثير من أشياء من غير أن يشاهد جميع أحواله وفي المعاشرات مثل السكون والطمأنينة اللتين حدهما في أنفسنا محدود انما منه استدلالات من غير أن يشاهد في جميع أحواله ولما كان أمر هذه القضية على ما وصفناه من استحكامه واستيلائه على الطبائع ثم وجد أفلاطون وارسطو طاليس وينهما في السير والافعال وكثير من الأقوال خلاف ظاهر فكيف يضبط الوهم معهما بتوهم وتحكم بالخلاف الكلي ينهما مع سوق الوهم الى القول والفعل جميعاً تابعين للاعتقاد ولا سيما حيث لأمراء فيه ولا احتشام مع تمادى المدة ثم من أفعالهما المباينة وسيرهما المختلفة تخلى أفلاطون من كثير. الأسباب الدنيوية ورفضه لها وتحذيره في كثير من أقاويله عنها وايثاره تجنبها وملابسة ارسطو طاليس لما كان يهجر أفلاطون حتى استولى على كثير من الأملاك وتزوج وأولد وتوزر للملك الاسكندر وحوى من الأسباب الدنيوية مالا يخفي على من اعتنى بدرس كتب أخبار المتقدمين فظاهر هذا الشأن يوجب الظن بأن بين الاعتقاد بن خلافاً في أمر الدارين وليس الأمر كذلك في الحقيقة فان أفلاطون هو الذي دون السياسة وهذبها وبين السير العادلة والعشرة الأنسية المدنية وأبان عن فضائلها وأظهر الفساد العارض لأفعال من هجر العشرة المدنية وترك التعاون فيها ومقالاته فيما ذكرناه مشهورة يتدارسها الأمم المختلفة من لدن زمانه الى عصرنا هذا غير أنه لما رأي أمر النفس
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/43
المظهر